من سآمة الواقع إلى قرار التغيير
من سآمة الواقع إلى قرار التغيير
محمد العمر
جلوسك وحيداً في عتمات الليالي لساعات طويلة دون خروجك للقاء وسطك الذي أنت منه أمرٌ يتعب خلاياك الداخلية ويزيد من فرصة اكتئابك وتشتتك المستمر ينفيك تلقائياَ عن الجميع، فتصبح وجبة سريعة خفيفة لكافة الأوهام تخاف كثيراَ من أي ردة فعل تجهلها حينما تخرج من المنزل للقاء أي شخص.
ينشغل تفكيرك تلقائياً بردود الأفعال فقط وتأتي إليك أفكاراَ تجهل مصدرها لأن العقل الباطن قد برمجك من الداخل على إخفاء رأيك وتعابيرك ومخالفة غيرك في الرأي وتنطرق تلقائياَ لهدوئك ووحدتك.
لذلك حينما ترى أمامك سيارة مسرعة قد يعمل تفكيرك على بناء صدمة ما تؤدي إلى فقدانك الوعي مباشرة أو حينما تخرج من منزلك لأمر ضروري في الليل بمفردك وتلاحظ صوت أقدام أحدهم يتتبعك أو يقف بجانب الطريق يترقب فهنا لا تستطيع التركيز هل تأتي من خلفك أم عن يمينك أو شمالك لأنك فعلياَ لم تعتد على مثل هذا الأمر.
فهذا حالنا فنحن تعودنا بانه يجب عليك الاعتكاف في غرفة مؤلفة من أربعة جدران وحيداَ لا أحد يعلم من أنت وماذا تفعل وماذا بنفسك أن تفعل سوى إنجاز روتينك اليومي المعتاد لا تستطيع السفر ولا حتى العمل الموسع ولا ممارسة حياتك الطبيعية كأي فرد في مجتمع هادئ بل أنت محصور في نطاق مجتمعي يتوجب عليك انتقاء حركاتك وتصرفاتك بعناية ولست مطالباً بأي عمل تساعد به غيرك.
إنني الآن أحدثكم من هذه البؤرة غير الواضحة، لست واعياَ كيف سقطت فيها ولكنني أعلم جيداَ أن في وسطها شخصُ مقيد وهذا ما يؤلمني.
حاولت مراراً وتكرارا ولكن لا جدوى من الكلام دون فعل مستمر للنجاة فإن مقدار النجاح في هذه الخطوة يعتمد عليك اولاَ ومن ثم عقلك الباطن على الانخراط في أي مبادرة تحفزك وتدعم مبادئك وتساعدك بأن لا تبقى متفرّجاً.
بل على العكس قد تساعدك تلك الأفعال البسيطة على التغيير في المجتمع وتفعيل أفكارك المكبوتة منذ سنوات وإطلاقها في مجتمع مهمش، سيحتاج منك هذا إلى الكثير لإنقاذ نفسك وإن لم تنقذ نفسك فستنقذ أطفالك من السقوط في ذلك الشعور، فلا تدع الأيام تكرره لجيل آخر لكن بتوقيت آخر.
اصنع من نفسك عنصراَ فعُالاً إن لم يخدم مصلحته يساعد في خدمة المصلحة العامة للجميع.