كيف تم ترميم مدرسة السد المحدثة في درعا؟
كيف تمّ ترميم مدرسة السدّ المحدثة في درعا؟
أبو طارق الكردي- درعا البلد
عملية الترميم هي محاولة الحفاظ على المباني في حالة تعرضها لظروف خارجية كالأعاصير والزلازل، أو ظروف أخرى مثل تَأكُل المباني أو الحروب، ونظراً لما حدث في سوريا من نزاعات مسلحة أدت لتضرر عدد كبير من المباني السكنية والدوائر الحكومية مثل المدارس والجامعات والمعاهد، كما أدت لتدهور الاقتصاد للدولة، نتج عن ذلك خروج كل المدارس المتضررة عن الخدمة.
وبسبب تصعيد الحرب في مناطق درعا البلد وطريق السد كانت الاغلبية العظمى من المدارس المتواجدة داخل هذه الأحياء متضررة بشكل كبير جعلها تخرج عن الخدمة أو كان الضرر يقتصر على خروج بعض الصفوف عن الخدمة بالإضافة لتمديد المياه والكهرباء وفقدان جميع الوسائل التعليمية داخلها.
ومن ضمن المدارس التي خرجت بشكل جزئي عن الخدمة مدرسة السد المحدثة الواقعة في درعا طريق السد، التي قد خرجت معظم صفوفها عن الخدمة وأيضا تمديد المياه والصرف الصحي والكهرباء وتدمير خزانات الماء.
ولعدم قدرة مديرية التربية تغطية كل هذا الدمار ولعدم وجود مدرسة بديلة قرر المجتمع المحلي المكون من أهالي الحي إعادة ترميم المدرسة حتى يستطيع أطفالهم إكمال تعليمهم بشكل صحيح وآمن وبعد اجتماع تم الاتفاق على جمع مبلغ مالي معين لإعادة ترميم مدرسة السد المحدثة، لتمديد المياه والصرف الصحي بالإضافة لوضع ألواح طاقة شمسية وتزويدها ببعض الوسائل التعليمية التي لم تكن متواجدة في مديرية التربية.
وخلال هذا العام الدراسي الحالي ٢٠٢٣ /٢٠٢٤ يتم استقبال التلاميذ وتقديم لهم عملية التعليم بشكل فعال وكامل باستخدام وسائل تعليمية متطورة وتوفير مقومات التعلم.
مفهوم الترميم هنا لا يقتصر على إعادة بناء الهياكل المدمرة، بل يتعداه ليشمل بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. إن إعادة تأهيل المدرسة ليس مجرد ترميم للجدران، بل هو استثمار في التعليم ومستقبل الشباب، حيث يُمكنهم الآن الوصول إلى فرص التعلم بشكل كامل وفعال.
القرار الذي اتخذه المجتمع المحلي في إعادة ترميم المدرسة يمثل نموذجًا للتكاتف والتضامن. إنه إشارة إلى أن الحلول السلمية والبناءة يمكن أن تنبعث من قلوب الأفراد الذين يسعون إلى تحقيق التغيير الإيجابي رغم تحديات الظروف الصعبة.