كيف تتعرض النساء لأنواع المختلفة من العنف في المجتمع؟
كيف تتعرض النساء لأنواع المختلفة من العنف في المجتمع؟
براء الحوراني- طفس
في ظل الأزمة السورية المستمرة، تعاني النساء في سوريا من تحديات هائلة ومأساوية تتعلق بتعرضهن للعنف، إن العنف ضد النساء في سوريا ليس مجرد إحصاءات وأرقام، بل هو قضية إنسانية تستدعي التوعية والعمل المستمر للتصدي لها والعمل نحو وضع حلول فعالة.
إن تعنيف النساء في سوريا يمتد عبر أشكال متعددة، بدءًا من العنف الجسدي والجنسي وحتى العنف النفسي والاقتصادي. يتعرض النساء في سوريا لتجارب صعبة ومأساوية تترك آثارًا عميقة على حياتهم وحقوقهم، يعد هذا العنف غير المبرر انتهاكا صارخاً لحقوق الإنسان الأساسية لكرامة الإنسانية.
لمحة بسيطة عن هذه التحديات التي تواجه المرأة وتكون عقبا وسدا منيعاً لنيل حقوقها.
العنف والاعتداءات الجسدية والجنسية للنساء في سوريا يتعرضن لمخاطر العنف الجسدي والجنسي بشكل يومي، سواء من قبل القوات المسلحة أو الميليشيات أو الجماعات المتطرفة. ويترتب على ذلك إصابات خطيرة وتدمير نفسي وجسدي.
بالإضافة الى نقص الخدمات الصحية للازمة السورية أثرت بشكل كبير على البنية التحتية للرعاية الصحية في البلاد، وهو ما يؤثر بشكل خاص على النساء اللواتي يحتجن إلى رعاية صحية خاصة خلال فترات الحمل والولادة ولمعالجة إصابات العنف.
ايضا النزوح الذي تعرضت له ملايين النساء السوريات، ما يترتب عليها تحديات كبيرة في الحصول على الإسكان والمأكل والمشرب والرعاية الطبية والتعليم.
بالإضافة للتحديات الاقتصادية فالنساء يواجهن صعوبات كبيرة في إيجاد فرص عمل والاعتماد المالي بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتدهور البنية التحتية الاقتصادية في البلاد.
تحديات التعليم النزاع الدائر في سوريا أثر بشكل كبير على نظام التعليم، والنساء يواجهن صعوبات في الوصول إلى التعليم الجيد وفرص التعليم المستدام.
ايضا التحديات القانونية والثقافية فالنساء في سوريا يعانين من قيود قانونية وثقافية تؤثر على حقوقهن وحرياتهن، بما في ذلك قوانين الأسرة والتمييز الجنسي.
هذه التحديات تعكس واقع النساء في سوريا، وتحتاج إلى جهود مستمرة من المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية لتقديم الدعم والمساعدة والحماية للنساء وتعزيز حقوقهن الأساسية.
تواجه المرأة في سوريا تحديات كثيرة، ولكن هناك العديد من الحلول الغير عنفيه التي يمكن أن تساهم في تحسين الوضع، كالتعليم فيجب تعزيز التعليم للنساء والفتيات في سوريا، لمنحهن فرصة الحصول على تعليم جيد وتطوير مهاراتهن، كما يمكن توفير الدورات التعليمية والتدريب المهني لتعزيز فرص العمل للنساء.
بالإضافة لتوعية المجتمع يجب التركيز على توعية المجتمع بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. يمكن تنظيم حملات توعوية وورش عمل لزيادة الوعي وتغيير النظرة النمطية للمرأة.
كتمكين النساء اقتصادياً يمكن دعم المشاريع الصغيرة والتمكين الاقتصادي للنساء في سوريا من خلال توفير التمويل والدعم الفني. يمكن أيضًا إنشاء ورش تعاونيات نسائية وتوفير فرص العمل المستدامة.
كما يجب تعزيز حماية المرأة من العنف والاستغلال الجنسي والزواج المبكر. يمكن توفير مراكز الاستضافة والدعم النفسي والقانوني للنساء اللواتي يواجهن التحديات.
وأيضا تمكين المرأة في القرارات أن تشارك المرأة في صنع القرارات على المستويات المحلية والوطنية. يمكن تعزيز دور المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
هذه بعض الحلول غير العنفية التي يمكن أن تساعد في تحسين وضع المرأة في سوريا. ومن المهم أن يتم تنفيذها بالتعاون مع المجتمع المحلي والمنظمات غير الحكومية والجهات المعنية الأخرى.
من الضروري أن نعمل بجد لمواجهة التحديات التي تواجهها النساء في سوريا وتحقيق المساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية. إن تعزيز حقوق المرأة وتمكينها يعزز الاستقرار والتنمية المستدامة في المجتمع. ومن خلال تبني الحلول الغير عنيفة والتركيز على التعليم والتوعية والتمكين الاقتصادي وحماية المرأة، يمكننا تحقيق تغيير إيجابي ومستدام في حياة النساء السوريات. دعونا نعمل معًا لبناء مجتمع يعترف بحقوق المرأة ويضمن لها المساواة والعدالة.