كتاب “مذهب ابن آدم الأول” حول مشكلة العنف في العمل الإسلامي
إن مشكلة العالم الإسلامي قضية تخصُّ خمس البشرية، وهي لذلك قضية جديرة بأن يُفًكِّرَ فيها ويَهتمَّ بها كل من كان يستطيع أن يسهم في حل هذا التخلف الذي أصاب العالم الإسلامي. وقد اهتم بهذه القضية فعلاً عدد من رواد الفكر الإسلامي.
فالكل متفقون على ضرورة تغيير نفس الإنسان، ولكن قوماً يرون طرقاً معجلة كاستخدام القوة في تغيير النفس وحمل الناس على ذلك، وآخرون يرون طريقة التغيير بمخاطبة النفس وإقناعها.. هذه المشكلة مع سهولة عرضها تتصل بموضوع التربية الإنسانية، وتستند إلى القواعد الأولية في تربية الفرد والمجتمع، والخطأ في التربية يحدث كثيراً من العلل النفسية لكل من الذي يقوم بالتربية والذين هم موضوعها.
هذا الصراع، وهذا الانسحاب، نتائج لأفكار أساسية متأصلة لابد من تغييرها، حتى يتغير موقف المسلم من المشكلات لأن الأزمة ليست في طبيعة المشكلات وإنما في كيفية تفسيرها.
وهذا هو الذي دعانا إلى أن نكتب هذا البحث.
دمشق في رمضان 1385 هـ
جودت سعيد