فرص عملٍ قليلة لا تخلو من العنف
فرص عملٍ قليلة لا تخلو من العنف
سامي الحمصي-درعا البلد
يدير أبو سعيد معملاً محلياً لتصنيع قطع الثلج وآخراً لإنتاج اللبن والجبن والسمن في حي المنشية في منطقة درعا البلد، الباعة الذين يعملون معه يرون معاملته مع عماله راقية وتستحقّ الوقوف عندها.
يقول محمد مسالمة الذي يقوم بتغليف وتعبئة الثلج بأكياس من أجل تسويقها بالمحلات التجارية بأن أبو سعيد يقوم يومياً في الصباح بصنع إبريقٍ من الشاي، ثم يتيح لنا بعد ساعتين من العمل بتناول وجبة إفطار، بعد ذلك نتابع العمل حتى وقت الظهيرة ونأخذ استراحة لا يحددها بوقت معين، نقوم بعدها بتنظيف ما يلزم تنظيفه قبل مغادرة المعمل.
يضيف علاء وهو عامل آخر في معمل اللبن والجبن بأن التقصير لا يخلو عندنا في المعمل فبعضنا يتشاجر، والبعض الآخر ينشغل بالجوال، لكن سرعان ما يبادر أبو سعيد لمصالحة العمال ببعض، وينصحنا بالإلتزام بأوقات العمل والراحة دون تجريح أو توبيخ.
يؤكد أبو سعيد صاحب المعمل بأن سوء المعاملة مع العاملين ليست طريقة ناجحة للإدارة، ولا تزيد من إنتاج المعامل، بل على العكس من ذلك فإن التعامل بشكل سيء مع العاملين يقلل من اهتمامهم بالعمل فينخفض الإنتاج.
العديد من أرباب المصالح والمصانع والتجار في المنطقة لا يتعاملون برقي مع العاملين لديهم في العمل الخاص في ظل غياب الرقابة المجتمعية والحكومية.
“عمار” يعمل في تصليح السيارات في درعا أيضاً، ويشكو من تعامل صاحب الورشة الذي يملأ الدنيا صراخاً عند أقل خطأ يرتكبه، كالتأخر بإعطائه مفتاح البراغي أو آلة رفع العجلات مثلاً، وإذا تكرر الخطأ لا يتوانى عن ضربه على رأسه أو ظهره.
تردي الوضع الاقتصادي في حوران والشلل الكامل بأصحاب المهن والمصالح اليومية كالبناء والعمار والدهان والخشب والألمنيوم، يجبر الشباب وخاصة أصحاب الأُسر إلى العمل في مثل هذه الظروف الصعبة لتأمين قوت عيشهم.
وحسب قادة محليين فإن أكثر من 60٪ من الشباب والشابات يعانون من أجواء العنف في عملهم بالرغم من قلة أجورهم التي لاتتجاوز ال 70 دولاراً في الشهر، فقلة فرص العمل يجبرهم ويجبرهنّ على البقاء في مثل هذه الظروف.
بعض الشباب والفتيات يلجؤون إلى تأسيس مشاريع صغيرة في بيوتهم من أجل الابتعاد عن العمل في تلك الظروف، فتضطر نعمات التي تبلغ من العمر 38عاماً إلى الخياطة في منزلها، فيما يلجأ شبابٌ آخرون إلى تربية طيور الزينة والدجاج المستورد حتى وقت إكثاره وبيعه في الأسواق.
أما البعض الآخر فيبقى دون عمل آملاً أن يجد فرصة تخلو من العنف وسوء المعاملة.
1 تعليق
هذا بالفعل ما نعاني منه في وقتنا الراهن الأسلوب اللطيف في المعاملة هو ما بإمكانه أن يجعلنا قادرين على تحمل ظروف العمل والحياة القاسية