زواج القاصرات، مشكلة أثناء بالحرب

زواج القاصرات، مشكلة أثناء بالحرب

أم فادي- طفس

تعتبر قضيه الزواج المبكر للفتيات واحدة من أكبر التحديات التي تعوق جهود التنمية وتنتهك الحقوق الإنسانية المشروعة لأفراد المجتمع وخاصة الفتيات ومنها الحق في التعليم والحق في تنمية القدرات الاختيار الوعي دون إجبار بشريك الحياة والحق في ضمان تكافؤ الزواج وبناء علاقات أسرية سوية.

ويعد الزواج المبكر مغامرة يخوضها العديد من الأشخاص في كل البلدان والمجتمعات وكل منهم بنسب مختلفة، ويعود هذا الاختلاف والتفاوت بين العادات والتقاليد وأعراف تلك البلدان، ففي بعض البلدان يكون الزواج المبكر منتشراً، بينما في البعض الآخر يكون نادر الحدوث وإذا حدث ذلك فيكون تجربه ومغامرة.

انتشر الزواج المبكر في وقتنا هذا انتشاراً واسعاً وسط تفاعل العديد من المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني بضرورة تلافي هذا الانتهاك بحق الفتيات صغار السن اللواتي يتم تزويجهن مبكراً بدئاً من الثالثة عشر الذي يعتبر ضمن سن الطفولة.

قلّما يتزوج الرجال باكراً في أعمار صغيرة، لكن الانتشار والتأثير السلبي والضرر الأكبر يقع على الفتيات اللواتي يتم إجبارهنّ على الزواج من دون موافقتهن، ومنذ المضي بذلك القرار عليها أن تتحمل مسؤولية البيت والزوج والأطفال في عمر كان من المفترض أن تهتم فيه بدروسها فحسب.

يؤثر الزواج المبكر على الجنسين معاً، ففي الغالب يفقدون فرصهم في التعليم وتطوير مهاراتهم، لكن الفتيات يتأثرن بشكل أكبر بسبب انفصالها عن والديها وأسرتها إضافة إلى المسؤولية الكبيرة الملقاة على كاهلها من أسرة وأطفال عليها دعمهم والعناية بهم، لكن في ذات الوقت تعمل الكثير من الفتيات اللواتي خضن تجربة الزواج المبكر على تطوير واقعها للأفضل والتركيز على الإيجابيات الملائمة للبلد الذي تعيش فيه.

كما قد يكون الزواج المبكر آثار حول حمل الفتيات في سن مبكر مما يعرضها للخطر، فعندما تمتلك جسم غير مؤهل للحمل والولادة، قد يعرض هذا الأمر حياتها للخطر وخاصة الفتيات في هذا العمر لا يعلمن كيفية التربية وكيفية تحمل المسؤولية وفي الوقت ذاته لا يجدن هن الرعاية المناسبة لحياتهن الشخصية واليومية .

تصاب الكثير من الفتيات الحوامل في سن صغيرة بالعديد من الأمراض، كفقر الدم وارتفاع ضغط الدم إلى جانب احتمالية حدوث نزف دموي حاد بعد الولادة كما تصاب بالتهابات الجهاز التناسلي في بطانة الرحم وقد تصاب بحالة نفسية مثل :القلق والتوتر والاكتئاب والتفكير وقلة النوم .

_وينتج عن الزواج المبكر العديد من الأثار الاجتماعية الخطرة منها الطلاق في سن مبكر، وتفشي ظاهرة العنف الأسري بسبب قلة الوعي، كما يعتبر تدني مستوى التعليم بسبب الانقطاع عن الدراسة ما يؤدي إلى انتشار ظاهرة الفقر وهي تؤثر على الوضع الاقتصادي السيء وتحمل زيادة المسؤولية.

وفي معظم الأحيان يكون سبب الزواج المبكر قلة الوعي والجهل عند الأهالي وتدني مستوى المعيشة المادي والاقتصادي وذلك يؤدي إلى عدم مقدرة الأهل على تلبية احتياجات الفتاة والإنفاق عليها ويلجؤون إلى الزواج المبكر بهدف تخفيف هذه الأعباء ولكنهم بهذه الطريقة لا يعلمون إنهم يتسببون بإنتاج ضحايا جدد يعانون من الجوع والفقر.

في كل دولة قوانين محددة للزواج المبكر معظمها يحدد عمر الزواج للفتاة ب18 عام، لكن يوجد الكثير من التساهلات في تطبيقه، ولذلك ينبغي نشر حملات توعية من خلال القيام بزيارة المدارس والتجمعات النسوية والأماكن التي تتواجد فيها النساء وزيارة الأهالي في منازلهم وتوعيتهم حول هذا الموضوع.