زواج القاصرات، كيف يمكن أن نحدّ من انتشاره؟

زواج القاصرات، كيف يمكن أن نحدّ من انتشاره؟

يعقوب محمد- طفس

تزويج القاصرات من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع السوري وقد ازداد في السنوات الأخيرة بسبب الحرب والنزوح والصعوبات التي تواجه العائلات ما يجعلهم يلجؤون إلى تزويج بناتهم في أعمار صغيرة.

في سوريا يعتبر زواج القاصرات غير قانوني إذ يحظر القانون تثبيت أي عقد زواج إذا كانت الفتاة أقل من 18 عاماً، وذلك بهدف حماية الفتيات وضمان سلامتهن، لكن الأعراف في مجتمعنا تدعم تزويج الفتيات في أعمار صغيرة، ومعظم من يرغبون بالزواج يبحثون عن الفتاة التي لم تبلغ ال 14 من العمر.

المجتمع السوري يحتاج إلى وعي ثقافي وفكري وإلى جهود كبيرة للوقوف في وجه هذه الظاهرة وتسليط الضوء عليها، وفي الوقت الذي تم فيه حظر تزويج القاصرات في مجتمعات أخرى، ما يزال تزويج القاصرات يضرب مجتمع سوريا عامة، وحوران خاصة.

الحرب الدائرة في البلاد ساهمت بتفشي هذه الظاهرة، كما أن العادات والتقاليد والموروث الاجتماعي ساهمت بانتشارها أيضاً، كما أنّ سوء الاوضاع الاقتصادية سبب رئيسي فإن معيل الاسرة لم يعد يستطيع أن يلبي احتياجات الأسرة كاملة فيلجا إلى تزويج بناته ليخفف من أعباءه.

بعض الأسباب ذاتية متعلقة بالفتيات أنفسهنّ فلا يوجد وعي لديهن حول مشكلات الزواج، فيكون لديهنّ صورة نمطيّة أنّ عليهن الزواج بأي حال، فاذا أصبحت في سن معينة ولم تتزوج تصبح “عانساً” في نظر المحيطين بها.

الحرب والتهجير أدّت إلى نشوء مجتمع المخيمات وهي بيئة خصبة لانتشار هذه الظاهرة، فظروف المخيمات كانت من الأسباب المؤثرة بشكل كبير على انتشار الظاهرة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة والمسكن غير الملائم فيحاول رب الاسرة التخفيف من أفراد عائلته وللتخفيف من عددهنّ داخل الخيمة الواحدة.

كل هذه الأسباب ليست مبرراً فمهما كانت الظروف تعتبر هذه الظاهرة مدمرة للفرد والمجتمع، وتؤثر على حياة الفتيات بشكل سلبي، صحياً ونفسياً واجتماعياً وتعليمياً، ولذلك فهي تتطلب جهوداً مشتركة من جميع الفعاليات في المجتمع مثل منظمات المجتمع المدني من خلال ورشات توعية لشرح مخاطرها والعواقب السلبية لها وتشجيع الأهالي لدعم فتياتهنّ من أجل متابعة التعليم وتمكينهنّ للحصول على فرص عمل وتحقيق طموحاتهن من أجل ذلك.