حياة بلا عنف، مزيدٌ من الأمل

حياة بلا عنف، مزيدٌ من الأمل

إيمان سليمان- طفس

تعاني مجتمعات كثيرة من (شرعنة العنف) فتدعم الثقافة السائدة الحرب وتصفها بالأعمال البطولية دون اعتبار لما تقوم به من تربية أجيال على مفاهيم الإقصاء والقتل والتدمير.

تنتشر هذه الأفكار كالعدوى بين الناس، فتبعاً لهذا المبدأ تنتشر ثقافة العنف على كل المستويات الفردية والجماعية، حتى يغدو الانتقال إلى اللاعنف طريقاً شائكاً رغم أهميّته، ولكن في مراحل متقدمة من التحضّر يمتلك بها الإنسان أدوات أكثر ويعمل العقل في مستويات أعلى، حينها لا يغدو هناك مبرراً لبقاء العنف واستمراره.

“اللاعنف” هدفٌ إنسانيٌ سامٍ تدفع ثمنه الشعوب عن طريق تجاربها المريرة التي مرت بها، لكنّها تخوض هذا الطريق الشائك كي يصل المجتمع إلى بر الأمان.

ومن أجل ذلك هناك خطوات من أجل تعزيز منهج اللاعنف، إعمال العقل أولاً وخلق الأفكار واكتسابها، ومن ثم توجيه السلوك عبر مجموعة من المبادئ والمفاهيم، يقول المهاتما غاندي الذي اشتهر بنضاله السلمي ونشر ثقافة اللاعنف بين الناس (النصر الذي يُحصل عليه بالعنف يساوي الخسارة)، سواء كان النصر عسكرياً أو سياسياً أو اقتصادياً، وواقع حياتنا اليومية أثبت تلك الحقيقة.

ففي التاريخ الإنساني نماذج نجحت فيها ثقافة اللاعنف التي تمتزج بين الجانبين الإنساني والسياسي في التأسيس لحركات لاعنفية في مناطق مختلفة من العالم، منها ما شهدته النرويج والدنمارك وهولندا في مقاومة الاحتلال النازي، وقد نجحت تلك الحركات بنسبة تقارب 82% من الحالات.

بالاطلاع على تجارب تلك الشعوب نجد أننا نستطيع تغيير الفكر الثقافي الاجتماعي السائد عن طريق تغيير الأفكار المتداولة ونشرها وتعزيزها بما يدعم السلام بين أطراف المجتمع، يتوجب علينا حينها التصميم والإرادة والبدء بالمحيط الأقرب للوصول إلى مختلف الأطراف في المجتمع.

وأساس المجتمع هو الأفراد المكونين له فتغيير الفرد أساس التغيير في المجتمع، وتغييره ينعكس على كافة جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية.