ثورة الأمان تحكي قصة أمل
ثورة الأمان تحكي قصة أمل
حسين عمار- بصرى الشام
عندما نتأمل في تاريخ البشرية نجدُ أنَ الصراعَ والعنفَ غالبا ما كانا جزءاً لا يتجزّأ منْ تجربتنا، يبدو أنَ الصراعات والنزاعات تحيطُ بنا منْ جميعِ الجهات، ويبدو أنَ العالمَ مغموراً بموجات العنف، ومع ذلك يظهر الأمل في قوة اللاعنف كوسيلة للتغيير وبناء عالمِ أفضل.
يمكن تعريف اللاعنف على أنهُ استخدام الحوار والتفاهم لحلِ النزاعات وتحقيق الأهداف، إنها رسالةٌ تؤكدُ أنَ هناكَ طرقاً أكثرَ إنسانية وفعالية للتعبيرِ عنْ الاحتجاج والمطالبة بالعدالة، إذ أن اللاعنف يعكس رفضاً للعنف كوسيلة للتحول والتغيير، إنهُ يمثلُ قوة هادئة تستند إلى القيم والمبادئ الإنسانية.
يؤثر اللاعنفِ على التحولات التاريخية والثورات السلمية، إذا ألقينا نظرةً على تاريخ استخدامَ اللاعنف لتحقيقِ التغييرِ، سنستكشف كيفَ يمكن أنْ يكونَ قوة حضارية تسهمُ في بناءِ عالمٍ متسامحٍ ومتنوعٍ وسلميٍ، سندركُ حينها أنَ اللاعنفَ ليسَ مجرد منهجية، بلْ هوَ رؤيةٌ لعالمٍ يمكنُ أنْ يحققَ التقدمُ والتضامنُ والتنميةُ المستدامةُ.
معَ مضي سنوات النزاع السوري مازالتْ مدينةُ درعا تشتعل بنيران الحرب، هناكَ تاريخٌ يروى، وقصةٌ تشكلُ مثالاً حياً على استدامةِ الأملِ والقوة الإرادية في وجهِ الصراعِ.
في بداية النزاع في عامِ 2011، نشأتْ مبادرة سلمية أطلقُ عليها اسم ” ثورة الأمان” أنشأها شبانٍ وشاباتٍ في درعا، رفعوا منْ خلالها شعار ” اللاعنف والسلام كوسيلة لتحقيق التغيير” وهدفتْ هذه المبادرة لعدة أمورٍ منها تعزيز ثقافةِ اللاعنف والسلام، وسعتْ هذهِ المبادرة إلى تعزيز ثقافة الحوار كوسيلةٍ لحل الصراعات وتحقيق التغيير.
كما ام فريق المبادرة بتنظيم مظاهرات وفعاليّات ونشاطات سلمية تعبيراً عنْ مطالبهمْ وتأكيداً على الحاجة إلى السلام والحوار، وقد سعى هؤلاء النشطاء إلى تشجيع الحوار بينَ الأطراف المختلفة في المدينة وتعزيز التفاهم المشترك؛ وتعزيز الوحدة المجتمعية.
كانتْ المبادرة تسعى إلى تعزيز الوحدة والتضامن بينَ سكان درعا رغم التحديات الكبيرة والصعوبات التي واجهوها، فقد استمروا بالتعبير عنْ رفضهمْ للعنف والظلمِ ورسموا لوحةً منْ السلامِ والتحدي، كما نجحوا في تشجيع الحوار بينَ الأطراف المتصارعة في المدينة وبنوا روحا منْ الوحدة والتضامن بينَ سكانِ درعا.
منْ خلال ثورة الأمان نجحَ هؤلاء الشبان والشابات في درعا في تغيير المفهوم التقليدي للثورات، لمْ يكنْ العنف والانقسام هما طريقهما بلْ اختاروا الحوار واللاعنف لبناءِ جسورِ التفاهم وشكلوا نموذجاً للصمود والتغيير الإيجابي، أثبتوا منْ خلالها أنَ اللاعنف والحوار يمكن أنْ يكونا أقوى منْ العنف.
13 تعليقات
👍🏻👍🏻
طبعا مثال جميل وإنشاء الله يتمم بشكل كبير
🤍
🔥🔥🔥
مثال رائع
اكثر من رائع
جميل جدا
جميل
🌹🤍
الأمل موجود دائما
مشاركة جميلة ملهمة تسلط الضوء على قصة ‘ثورة الأمان’ في درعا، حيث يبرز بشكل فعال قوة اللاعنف والحوار في تحقيق التغيير الإيجابي. تظهر كيف يمكن للشباب أن يكونوا رواد في بناء مجتمع متضامن من خلال رفض العنف وتعزيز قيم الحوار.
مقال يرسم صورة جميلة لقوة اللاعنف والحوار في تحول الصراع إلى سلام، وتجسد قصة “ثورة الأمان” في درعا إرادة الشباب في بناء مجتمع يستند إلى السلام والتفاهم رغم تحديات الظروف الصعبة.
نعم ودرعا منذ بداية الثورة كان غايتها الحوار درعا لايليق بها الا الحرية