تدمير المخدرات: منح المجتمع الأمل والسلام
تدمير المخدرات: منح المجتمع الأمل والسلام
سارة المحمد
تعاطي المخدرات من أخطر الآفات التي نعاني منها اليوم في مجتمعنا، فقد انتشرت بشكل مخيف وكبير، لا يوفر مساحة للصغير والكبير على حد سواء.
حالة المدمن على المخدرات كالقتيل بين الأحياء؛ إنه الشخص الذي روحه تتعلق بجسده، تحارب للبقاء، يظهر كهزيل نحيل شبه مشلول، إذ فقد صحته وأصبح إنسانًا متعثرًا؛ فاقد للوعي، يتصرف بشكل همجي دون اكتراث لمشاعر الآخرين، همه هو الحصول على المواد التي تذهب بعقله، لكي يلهي نفسه عن تعاسته وواقعه.
لا أبرر تصرفاته، ولكن أصبح عدد المتعاطين في مجتمعنا لا يمكن إحصاؤه، وأغلبهم في سن المراهقة، أصبحنا اليوم محاصرين بهذه المشكلة، والأمر يشبه إلى حد كبير أننا في دوامة، إذ أن قادات المجتمع لا يعالجون هذه المشكلة بل أكثر ما يقومون به هو محاكمتهم.
أي شخص يعيش في منطقتنا وينجر وراء هذه البؤرة الخانقة والمغرقة سيكون من الصعب عليه التخلص منها، لكن الأسرة القريبة منه هي أكثر من يمكنه مساعدته وتوعيته، ومنها توفير مساحة أمان لهم، وليس علينا أن ننتظر إلى أن يفقدوا توازنهم النفسي، وبذلك يتم تحويلهم إلى شباب قادرين على تقديم الكثير للمجتمعز
المخدرات هي الآن أكبر ضرر على الأسرة والمجتمع بأسره، لأنها أكبر محفز لانتشار الفساد الأخلاقي والعنف والجريمة، شهدنا خلال السنتين الماضيتين جرائم مروعة، وأحد أكثر الأسباب إليها هو تعاطي المخدرات.
علينا أن نبدأ اليوم في تقديم الحلول وابتكارها لمساعدة المدمنين والحد من انتشار المخدرات بشكل عام، ربما نكون اليوم قادرين على تحويط حجم الكارثة، ولكننا مستقبلًا سنصبح غير قادرين على استيعاب ما قد يحدث هنا، يتوجب علينا أن نبدأ في تأمين مركز صحي في منطقتنا، يخدم منطقة درعا بالكامل ويقدم استشارات مجانية للأهالي الذين يرغبون في مساعدة أبنائهم أو للأشخاص المدمنين بأنفسهم.
ولا نقف هنا، بل سنطلب من منظمات المجتمع المدني مساندتنا ودعمنا للقيام بحملات توعية كبيرة تستهدف المدارس وجميع الأماكن التي يتجمع فيها الشباب، سنكون حبل النجاة لأي شخص يستجيب لإغراء المخدرات، هنا سنكون الحجر الأساس الذي يعيد بناء المجتمع من جديد.
بهذه الخطوة، نقضي على الكثير من أشكال العنف التي مررنا بها، مثل السرقة والاعتداء على ممتلكات الآخرين وانتهاك حقوقهم، وكذلك القتل، إن كل هذه الحوادث تحدث تحت تأثير المخدرات.
كل واحد منا له دوره وقادر على وضع بصمته في الحد من هذه المحنة التي اجتاحت مجتمعنا، نحن ندرك مدى خطورة هذه السموم وعواقبها الوخيمة على حياة الإنسان، إن هذه الآفة من الآفات الاجتماعية الخطيرة، بل ربما تكون أخطرها على الإطلاق، لذا، يجب علينا أن نتحد ونتعاون في مساعدة المدمنين وتوفير وسائل الوقاية من أخطار المخدرات التي تهدد مجتمعنا كله.