تأثير الحرب على الأسرة السورية.. كيف زاد العنف الأسري؟
تأثير الحرب على الأسرة السورية.. كيف زاد العنف الأسري؟
سارة الأحمد
أثرت الحرب على الأسرة السورية وزادت من مظاهر العنف الأسري، فقد انتشرت وتصاعدت بعد اندلاع الحرب وتكبّد الأبوين خسائر مادية مما جعل الاهتمام بالتربية الأسرية يقل بسبب ظروف معيشية وظروف نفسية صعبة، بسبب كل ذلك انتشر العنف، لاسيما مع غياب المعرفة بالتربية المنزلية السليمة.
الوضع الراهن أدى إلى ضيق المعيشة ما ساهم في زيادة مستوى الإرهاق والتوتر الذي يعيشه الآباء، كما أن انتشار الهواتف المحمولة سبباً رئيسيًا في انتشار العنف، حيث يعتمد الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل غير المباشرة التي يتلقونها، ما يؤدي إلى عدم استجابتهم لأوامر الأهل وزيادة نسبة العنف في المجتمع.
العنف الجنسي في ظل الحرب هو ظاهرة منتشرة بشكل كبير في الوقت الحالي، وتعود أسبابه إلى بيع الجسد لأجل المال والخوف من السلطة الحاكمة، عندما يتم استخدام السلاح ضد الشخص، يصبح هذا الشخص طائعاً وخائفًا من الموت، مما يعني أن العنف الجنسي قد يكون مخفيًا، ولكن تأثيره يتجلى في زيادة العنف داخل الأسرة.
تعتبر التعليم والتوعية أدوات مهمة في مكافحة العنف وتعزيز السلم في المجتمع، يمكن أن نحدث تغييرًا من خلال نشر ثقافة عدم العنف وعقد جلسات توعية ومناصرة، كما أن تضمين العنف بجميع أشكاله كجريمة يعاقب عليها القانون، واستهداف الأشخاص المؤثرين في المجتمع لنشر قواعد السلوك الآمنة، قد يكون كل ذلك وسائل فعالة من أجل التخفيف من العنف في المجتمع.
المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي إلى انتشار العنف في المجتمع السوري هي نتيجة الحرب والفقر وندرة الموارد الأساسية لكل فرد، يتعرض الأبوين لحالة ضغط وتوتّر وارتباك يهدّد استقرار الأسرة برمتها، مما يجعلهم يفرغون طاقاتهم السلبية داخل الأسرة، قد يصاب الفرد بعدها بأزمات نفسية ويبث مشاعره السلبية للآخرين ليقوموا بأعمال مماثلة لأعماله العنيفة.
توجد العديد من التحديات في نشر الوعي الثقافي للأطفال والشباب المتأثرين بالعنف، وتأهيلهم ودمجهم بشكل اجتماعي عن طريق التركيز على صحتهم النفسية وإبعادهم عن مصادر الضرر والعنف، وتوفير بدائل لهم مثل رسائل التنمية الشخصية الإيجابية التي تمكّنهم من التحرر من الضغوط والأعباء.
من المهم أيضًا أن يأخذ الدور الإعلامي جزءاً في إيجاد السلم في المجتمع السوري وتمكين الأفراد، فالوسيلة للوصول إلى المشاهدين هي الإعلام، وليس السياسة، ينبغي توجيه وسائل الإعلام جميعها إلى أهمية الأسرة، وتقليل ظاهرة العنف، ويتضمن ذلك الاستفادة من وسائل الإعلام الرئيسية مثل التلفاز والقنوات الأكثر مشاهدة.
كما أن تضمين النصوص القانونية وسياسات المحاكمة ضمن خطة العلاج ومجابهة الجرائم والعنف، فيتعين أن تأخذ بند مدرج ضمن الدستور والقانون يحكم “العنف الأسري” كجريمة يعاقب عليها القانون.
1 تعليق
كلام صحيح