بناء مجتمع سلامٍ واستقرار ذاتي
بناء مجتمع سلامٍ واستقرار ذاتي
سيف محمد
يعرف السلم الاجتماعي بأنه ذلك الاتفاق المتبادل والتفاهم مع الآخرين؛ فهو أساس تماسك المجتمع واستقراره وقوة بنيانه، لأنه قائم على السلام والاحترام المتبادل وحل المشكلات دون اللجوء إلى النزاع، ودون ذلك يودي بالمجتمع إلى الهلاك، فتضيع حقوق الإنسان ويتدهور الاستقرار.
عانت البشرية منذ القدم من ظاهرة العنف وما زالت تعاني منها حتى اليوم؛ واجهت الشعوب جميع أشكال العنف على مر الازمان، التي سببت كوارث مجتمعية لا تنتهي وامتدت آثارها حتى يومنا هذا، وهذه الظاهرة تتنافى مع فطرة الإنسان؛ لذلك من الضروري توعية الإنسان، وتعليمه، وتعريفه بحقوقه، واتخاذ التدابير اللازمة للحد من العنف. فبذلك يستطيع التمييز بين ما له وما عليه، فيسود التفاهم والقبول واحترام رأي الآخر، وكل ذلك يرقى بالإنسان إلى مستوى أعلى، ويسهم في تحقيق تغيير إيجابي دائم في المجتمع.
يلعب التعليم دوراً مهماً في الحد من العنف أو التقليل منه، فللعنف أضراراً كبيرة جداً على الأفراد والمجتمعات كمخاطر الحروب والنزاعات بين البشر، التي تترك آثاراً مدمرة لسنوات طويلة، علاوة على ذلك، فإن الشخص المعنف يصبح انطوائيًا ميالًا للعزلة يصعب عليه التواصل مع الآخرين بالإضافة إلى شعوره بالكراهية تجاه المجتمع حوله، فتصبح تصرفاته عدائية تارة واجرامية تارة أخرى.
ولنشر السلم المجتمعي، هناك العديد من الخطوات التي يجب اتباعها، أولى هذه الخطوات هي التربية والتعليم، وتعزيز السلوك القويم منذ الطفولة، حيث إن السنوات الأولى من عمر الإنسان هي الأساس التي تؤسس شخصيته وتقوده نحو الخير أو الشر، كما أن التعريف بالقيم والمبادئ الأخلاقية والاجتماعية مهمّ’ لتحقيق السلم المجتمعي، كالتسامح واستيعاب الآخرين وقبول التنوع، إضافةً إلى مكافحة الفساد والعنف اللفظي وسن قوانين صارمة تمنع العنف المجتمعي وتعاقب كل من يجرؤ على اتباعه أسلوبًا له في التعامل مع الآخرين.
ولذلك نجد اتباع القواعد السابقة يضمن للأفراد سلامتهم وشعورهم بالأمان، ويحقق للفرد وجوده وكيانه في المجتمع، وإذا ما تحقق السلم المجتمعي، فإنه دليل على تقدم وازدهار المجتمعات واستقرارها، لأنه يوفر الشعور بالأمان، فيطلق العنان للعمل والإبداع والإنجاز.
إن مكافحة العنف عملية تستلزم الوقت والجهد، لكنها تستحق بذل كل الجهد، فالسلم المجتمعي هو الركيزة الأساسية لبناء مجتمع أكثر استقراراً.