بروفايل الدكتور محمد العمار
بروفايل الدكتور محمد العمار
الليث البصراوي- بصرى الشام
“اللاعنف طريق سلام لا استسلام” كلمات سمعتها من الدكتور محمد العمار، وهو شخصية طيبة خلوقة متفائل رغم الألم الكبير المحيط من حوله، يحلم بمستقبل يحفظ كرامة وطنه، وهو أحد أبرز الشخصيات في التيار اللاعنفي في حوران.
الدكتور العمار طبيب بشري وخطيب في مسجد مدينته، معارض سوري كان أحد تلامذة الشيخ وداعية اللاعنف (جودت سعيد)، سعى دوما ليشخص المرض والدواء للأبدان والعقول في زمن سيطر عليه الجهل، فكان مرض العقل أكثر صعوبة من مرض البدن.
يمارس الدكتور عمار مهنة الطب وفي ذات الوقت ينشر ثقافة اللاعنف في حوران، فقد كان وما يزال يقوم بجلسات حوارية مع فئات مختلفة من مجتمعه بمحاولة منه لنشر الوعي بين الناس، وقد حالفني الحظ بأن ألتقي به في عدة جلسات حوارية من تلك الجلسات.
في تلك الجلسات يعمل على نقل تجربته للجيل الناشئ حول مفاهيم مختلفة عن الواقع الذي يعيشونه، ذكر لنا إحدى الجلسات عما حصل معه بعد ذكره لبضع كلمات ذكرها ضمن خطبة الجمعة في المسجد، فتمّت دعوته لزيارة أحد أفرع المخابرات للتحقيق معه.
وفي بداية الثورة السورية تمت دعوته من قبل (آصف شوكت) الذي كان مديراً للاستخبارات العسكرية للتحدّث عن الوضع في حوران خاصة وفي سوريا عامة.
كان رأيه واضحاً بأنّه لابد من الانتقال السلمي التدريجي إلى دولة ديموقراطية، وكان (آصف شوكت) يهزّ رأسه طوال الجلسة، وخرج من مكتبه ليتم إحالة ملفّه إلى (ذيب زيتون) الذي استدعاه بصفته رئيس شعبة الأمن السياسي، وبعد جلسة حوارية طويلة انتهت بصمت زيتون بعد أن كان قد غضب واستفزه موقف الدكتور عمار.
خرج الدكتور العمار من مكتبه وانتهى به الأمر في أقبية المخابرات قرابة الشهر خرج منها بعد ذلك.
موقف الدكتور عمار وضّح أن تيار اللاعنف أقوى من العنف والسلاح وهو ما تخشاه أجهزة الأمن، وأن تلك الأجهزة لا تفرّق بين الأسلوب العنفي والأسلوب اللاعنفي وهي تبني أفعالها على الآراء السياسية لا أكثر.
لكن مما تأثرت به بشكل عميق أن هناك فرق بين أسلوب العنف واللاعنف، فالعنف يخلق الذرائع لارتكاب المجازر بتهم مختلفة أشهرها (الإرهاب)، أمّا اللاعنف فهوى أسلوب حوار العقل والروح للوصل للحل دون السماح للخصم مهما كان طاغيا أن يتخذ الذرائع لارتكاب المجازر.
وما زلت أردد ما قاله الدكتور عمار حتى اليوم “اللاعنف يبني ولايهدم”.
5 تعليقات
اكثر من رائع
كل الاحترام للدكتور عمار وإذا تمعن الشخص السليم في أفكاره وجد صحتها وهو ما ينطبق اليوم في جلسات التفاوض حيث أنها اسلوب لا عنفي سياسي نوعا ما للحصول على المراد دون خسائر للأرواح
دكتورنا الحبيب كل الأحترام
كلام سليم من عرف هذا الشخص أدرك كثير من الأخطاء التي وقعنا فيها في زمننا هذا
كل الحب