المرأة الحورانية: تحدَيات وحلول
المرأة الحورانية: تحدَيات وحلول
أم محمد الحوراني- طفس
واجهت المرأة الحورانية مصاعب كثيرة خلال السنوات الأخيرة، فهي واحدة من أكثر الفئات تضررًا من الحرب السورية، التي اندلعت عام 2011.
معاناة المرأة الحورانية تتجلى في عدة جوانب من حياتها، فهي تتأثر بالعادات والتقاليد الاجتماعية وبالظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة، إضافة لمواجهة المرأة الحورانية تحديات في مجال حقوقها ومشاركتها في صنع القرار والتنمية.
تعاني المرأة الحورانية من التمييز في مجالات مختلفة بحكم العادات والتقاليد الاجتماعية مثل التعليم والعمل والحياة السياسية، كما تواجه صعوبات في الحصول على فرص عمل متساوية مع الرجال، وصعوبات أكبر في الوصول إلى مناصب قيادية والمشاركة في صنع القرار.
فالمرأة لا تتساوى في الفرص مع الرجل إلا إذا تلقت الدعم الكافي من محيطها، وهذا الدعم لا تحصل عليه المرأة الحورانية لان ثمة نظرة تقليدية عن المرأة لم تتغير وليس هناك جهد حقيقي لتغييرها.
بالإضافة إلى ذلك، تتعرض المرأة الحورانية للعنف القائم على النوع الاجتماعي، كالعنف الأسري والعنف الجنسي، فالعديد من النساء في المنطقة يعانين من سوء المعاملة من قبل أفراد الأسرة، وبعضهنّ يتعرّضن للضرب والاعتداء الجنسي والعنف النفسي، مما يؤثر سلبًا على حياتهن وصحتهن النفسية.
كما تتأثر المرأة الحورانية بالظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المنطقة، فتعاني من نقص في فرص العمل والدخل المستقر، مما يؤثر على قدرتها على توفير احتياجاتها الأساسية واحتياجات أسرتها.
بالإضافة إلى ذلك، تتعرض المرأة الحورانية لتحديات في مجال الصحة، إذ تواجه صعوبات في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية والتوعية بالصحة، مما يؤثر على وضعها الصحي وسلامتها.
ومن أجل تخفيف تلك المعاناة يتوجب اتخاذ إجراءات للحصول على حقوقها، منها تعزيز الوعي بحقوق المرأة ومكافحة التمييز والعنف القائم على النوع الاجتماعي، إضافة إلى تمكين المرأة اقتصادياً وسياسياً، وتوفير التعليم والتوعية للمرأة حول حقوقها وكيفية الدفاع عنها، إذ يمكن تحقيق ذلك من خلال إقامة حملات توعية ودعم نفسي واقامة ندوات وتثقيف حول ذلك.
يمكن تحقيق ذلك أيضاً من خلال توفير فرص عمل متساوية للمرأة من حيث الأجر والفرصة للترقية، إضافة إلى تشجيع المشاركة النسائية في سوق العمل، كما يتوجب توفير خدمات صحية متاحة ومناسبة من أجل الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية والتوعية بالصحة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال توفير مراكز صحية وتدريب الكوادر الطبية على التعامل مع احتياجات المرأة.
المشاركة السياسية أيضاً للمرأة الحورانية تحتاج إلى دعم وتمكين من أجل وصولها إلى أماكن صنع القرار، ومن أجل ذلك يتوجب توفير فرص للمشاركة النسائية في المجال السياسي وتشجيعها على الترشح للمناصب القيادية، ويمكن ذلك من خلال إقامة برامج تدريبية وبرامج تطوير مهارات لها.
المرأة الحورانية بحاجة أيضاً إلى تغيير ثقافة المجتمع وتصوره عن دورها، فهناك عقبات كثيرة تحول دون تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من الوصول إلى فرص متساوية من خلال القوانين والعادات والتقاليد التي تحد من حقوقها.
وقبل كل ذلك فإن تحقيق المساواة بين الجنسين ليست مسؤولية المرأة وحدها، بل هو مسؤولية المجتمع بأكمله من أجل إنهاء التمييز والعنف ضد المرأة وضمان حقوقها الكاملة.
8 تعليقات
هي ليست ضلع قاصر هي كيان و إنسان و اقوى من أن تكسر رغم كل عاطفتها
علينا تعزيز دور المرأة و فتح المجال لأي شيء يصب في مصلحتها مثل المنظمات الإنسانية التي تحاول رفع شأن المرأة و تمكين دورها
لن نسمح للعادات و التقاليد أن تقيد المرأة
كلام جميل
الوحده تبكي من وجع فقد أولاده من الضلام لاسد والثوره حره
جميل جدا
كلام رزين .. للاسف يصف الواقع
نعم لمناصرة المرأة ورفع الظلم عنها