المدارس في درعا.. كيف يمكن نشر ثقافة اللاعنف؟
المدارس في درعا.. كيف يمكن نشر ثقافة اللاعنف؟
أم ديمة – نصيب
تحظى المؤسسة التعليمية في محافظة درعا بنصيبٍ وافٍ من ظاهرة العنف التي انتشرت انتشاراً كبيراً في الآونة الأخيرة، فقد أدّت الحرب والفوضى الناتجة عنها وانتشار السلاح والمخدرات، إلى تفشي العنف المدرسي وتفاقمه.
ويعرَف العنف المدرسي أنه أيّ سلوكٍ عدوانيّ داخل المدرسة، قد يسبب أضراراً نفسية أو جسمانية أو مادية، أو تخريب للممتلكات والمرافق، أو اعتداء بالألفاظ والشتائم والتنمر وما إلى ذلك من سلوكيات غير أخلاقية.
أسباب العنف المدرسي
يعتبر تدني الأوضاع الاقتصادية من أهم الأسباب؛ إذ ينتج عنه الإحساس بالإحباط والظلم والتهميش والشعور بعدم الاحترام يُترجم على شكل تصرفات عدوانية.
كما تساهم الأسرة بشكل كبير فهي نواة المجتمع ومصدر التربية الأول، وأيّ خلل فيها ينعكس سلباً على جميع أفرادها وبالتالي تُفرَّغ تلك الطاقة السلبية في المدرسة كونه يقضي فيها معظم يومه، إضافة إلى أنّ غياب المساواة في المعاملة بين التلاميذ في المدرسة، يسهم بزيادة الإحساس بالقمع والظلم.
كما تؤثر الحالة النفسية للطفل؛ التي قد تنعكس إلى سلوكيات عنيفة، حيث لا يدرك الكثير من الأهالي سلوكيات الطفل العدوانية ولا يعتبرونها مشكلة تستلزم استشارة الطبيب، خاصةً إذا كان محيط الفرد يعتبر العنف دليلاً على الرجولة.
أشكال العنف المدرسي
قد يتوجه العنف من المعلم ضدّ التلاميذ؛ باستخدام الضرب أو التهديد والتفرقة في المعاملة بين الطلاب، وعدم التقبل للمخالفين في الرأي، كما قد يكون العنف بين التلاميذ أنفسهم بالتهديد أو الضرب المباشر، أو الاعتداء اللفظي، باستخدام ألفاظ بذيئة أو التحقير أو التنمر أو السب والشتم.
أما الصورة الأكثر غرابة فهي عنف التلميذ ضد معلميه؛ إما بالضرب أو تخريب الممتلكات الشخصية أو التهديد، وللأسف أصبح هذا النوع منتشراً وقد وثِّقت أكثر من حادثة اعتداء على المعلمين والمعلمات في درعا.
نشر ثقافة اللاعنف في المدارس
أصبح العنف حالة اعتيادية تستلزم جهوداً عظيمة بدءاً من وزارة التربية والتعليم وانتهاءً بالتلاميذ، ولا بد لنا كناشطين ساعين إلى نشر ثقافة اللاعنف من التمتع بالصبر والحكمة، وتنويع الاساليب وطرق كافة الأبواب التي من شأنها أن تفتح طريقا نحو الحل.
المدرسة جزء مهم من حياة الأفراد كما أنّ الأسرة هي اللبِنة الأولى لبناء المجتمع، فلا يمكن الحديث عن توعية ما المجتمع دون التطرق للمدارس من أجل ذلك لا بدّ من:
تعليم الأطفال حقوقهم من خلال المنهاج المدرسي، لتوعية التلاميذ بحقوقهم وواجباتهم، والسعي لاستحداث مكتبة داخل المدرسة مع تخصيص حصة أسبوعية على الأقل يمارس التلاميذ فيها المطالعة، وتضمين المكتبة كتباً ومجلات مصورة عن ثقافة اللاعنف.
تدريب المعلمين/ات وتعريفهم بمفهوم اللاعنف وبيان أهميته في المجتمع، وأخذ كافة الشكاوى المقدمة من التلميذات والتلاميذ بعين الاعتبار وعدم الاستهانة بأي مشكلة، ووضع قائمة بالسلوكيات الواجب إتباعها داخل الصف وحثّ التلاميذ على التصرف بشكل إيجابي، وإتباع أساليب الدعم والتشجيع، وتقديم مكافآت للطلاب الملتزمين بسلوكيات اللاعنف، ونشر ثقافة الإنصات وحسن التواصل، والسعي لتنظيم اللقاءات مع أولياء الأمور، والتي تساهم في الاستماع للتلميذ من خلال الحوار ومنحه حرية التعبير.
يشدد الأخصائيون التربويون على ضرورة أخذ الآباء مسألة تعرُّض أطفالهم للعنف المدرسي على محمل الجد، فمن الضروري التحدث عنه ومواجهته، مع الحفاظ على هدوء الأعصاب والتصرف بإيجابية، وعدم إلقاء اللوم على الطفل، كي يشعر الطفل براحة كافية للحديث عما يتعرض له ما ينعكس على سلوكه مع أقرانه؛ إذ أنه سيعتبر الحوار أداة الحلّ الفعالة لأي موقف يتعرض له.
ومن الضروري التواصل المستمر بين المدرسة والأسرة لمتابعة سلوكيات الأبناء لحلّ المشكلات إن وُجدت، ومحاولة السيطرة على الطفل العدواني بإتباع أساليب الثواب والعقاب المدروسة.
3 تعليقات
العنف المدرسي موجود بكثرة في مجتمعنا كان من قبل المعلم او من قبل الطلاب بين بعظهم البعظ
وأعتقد ان هناك سببان سبب قريب وسبب بعيد السبب القريب وهوى انتشار السلاح والقتل وعد وجود استقرار في الوظع المادي للمعلمن او للطلاب وأما السبب الثاني فهوى تربية العائلة الحاكمة في سوريا للشعب طوال ٥٠عام من ظلم وقهر
نتمنى ندوات تثقيفية للمدرسين عن اللاعنف
مقال مهم نتمنى زيادة الوعي بين أفراد المجتمع لتجنب جميع أنواع العنف