اللاعنف في حوران وإصلاح ذات البين
اللاعنف في حوران وإصلاح ذات البين
سمو حوراني- درعا البلد
هناك عاداتٌ وأعرافٌ وتقاليدُ في كل مجتمع مصدرها الإرث الحضاري التاريخي له، وهي ضوابط ترتكز عليها بشكل عام.
ففي حوران انتشرت هيئات صلح يضعون قوانين عرفية تنص على أحكامٍ تشريعيةٍ تكون مرجعاً لكلّ قضية أو مسألةٍ حقوقيةٍ، ينظمها أشخاصٌ مؤثرونَ محلياً من خلال تاريخ عائلتهم المعروف، يجتمع الأطراف ليكونوا أشخاصاً مفتاحيينَ في كلِّ الاختصاصاتِ، ليمثلوا نواةَ هيئةِ إصلاحِ ذاتِ البين، تُحدد صلاحياتِها لجنةٌ مختارةٌ، لها مواثيقُ ومواقفُ خدميةٌ، من أجل التأكد من مصداقيةَ اللجنة
تسعى هذهِ اللجانُ إلى دحرِ العنفِ وإقصاءِه وعدم وصولِ النزاعِ أو الخلافِ إلى طورِ نزاعٍ دامٍ يهلك الجميع، كما ـأن أحد وظائفِ هذه الهيئة، جمعُ الأطرافِ والاستماعُ للجميعِ دون الانحيازِ لأيِّ طرف مع التثبتِ بالأدلةِ والشهودِ وبناءً عليهِ توضعُ الحلولُ القطعيةُ.
وفي أيِّ منطقةٍ في حوران هناك مثال لشخصياتٍ مؤثرةٍ هم أشخاصٌ لهم سابقة أعمال خيرية وعرفت عنهم تلك الأعمال، هذه المرجعياتٌ الحقوقيةٌ والدينيةٌ والاجتماعيةٌ تلعبُ دوراً هاماً في إصلاحِ ذاتِ البينِ والإرشاد والفقهِ ونشرِ السلام والتسامحِ.
من بين هؤلاء الشيخ أحمد الصياصنة، إمامُ وخطيب المسجدِ العمري في درعا البلد التي ولدَ ونشأَ ودرسَ فيها وأتمَ تعليمه، ثم التحقَ بالأزهر الشريف ليتخرجَ منها مختصاً بالفقهِ والعلومِ الشرعية، كان الشيخُ الصياصنة من أعلامِ وشخصيات درعا المقربين من كلّ فئاتِ المجتمع، يقوم بدورِ القاضي والعالم والمصلح.
في بدايةَ نداءِ الثورةِ والحريةِ ومن على منبرهِ خاطبَ وبيّن للرجالِ والشبابِ بكل ودّ وتسامحٍ وطلبَ أن يكونَ الاحتجاج بشكل حضاري بعيد عن العنفِ والتخريبِ، كما استمعَ إلى مطالبَ الأهالي من ذوي الأطفالِ المعتقلين قبل ذهابهِ مع وفد درعا لمقابلةِ المسؤولين في منتصف نيسان ٢٠١١.
تطور الوضعُ وتأزمَت الأمورُ ليعتقلَ ابنهُ ويقتلَ على يدِ الأجهزةِ الأمنيةِ ويُخضعَ الشيخ للإقامةِ الجبريةِ في أحدَ المباني المحاذية لأحد الأفرعِ الأمنيةِ في حي الكاشف، وعلى الرغم من ذلك بقي صوتهُ صدحاً بالحقِ مرشداً ومبيناً للصواب ولم يتخلَ عن فكره وانتمائه، حتى تمكن من مغادرةِ المنطقة واللجوءِ إلى دولة شقيقة، ومازال إلى اليوم مواصلا للكفاح والنضالِ السلمي الذي بدأ به.
في آخر ظهور له على الإعلام أجرى اتصالٌ هاتفي له مع الشيخ الهجريّ في السويداء، مؤكداً له أن لا وجود للنزعة الطائفية ووقوف درعا مع السويداء في حراكِ النضالِ السلمي.
الصورة وفيديو الاتصال عبر الرابط
https://globaljusticesyrianews.com/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%B5%D9%86%D8%A9-%D9%8A%D8%A4%D9%83%D8%AF-%D8%AF%D8%B9%D9%85%D9%87-%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%83-%D8%A7/
في ثقافة اللاعنف لا يوجدُ قاعدةٌ مطلقةٌ ولا تحيزٌ مبهمٌ، فالمرءُ الواعي الواثقُ بأنَّ العيشَ الكريمَ لا يستدامُ إلا بالحوارِ والفهمِ، والأخذ بالأسباب، وأنَّ العنفَ لا يولدُ إلا النعراتِ والشتات.
4 تعليقات
لا بد من دعم اللاعنف بشتى الطرق
لا بد من دعم اللاعنف بشتي الطرق
🤍🤍
من موروث حوران ومن عاداتها اتخاذ اجراءات لتعزيز اللاعنف ونشر الامن والسلام من خلال اللجان والعشائر و لا بد من تسليط الضوء على مفهوم اللاعنف وبناء السلام وتعزيزه في مختلف مناح الحياة