اللاعنف في الاحتجاجات السلميّة السورية
اللاعنف في الاحتجاجات السلميّة السورية
أبو إلياس- نصيب
المهاتما غاندي زعيم هندي اشتهر بثقافة اللاعنف وسياسة المقاومة السلمية دافع عن حقوق المنبوذين في الهند وقاوم الاحتلال البريطاني بسلمية صارمة، وفي سنواته الأخيرة دعا الهندوس إلى احترام حقوق المسلمين فاغتاله أحد الهندوس المتعصبين متهماً إياه بالخيانة.
سافر غاندي إلى بريطانيا عام 1888 لدراسة القانون وفي 1891 عاد منها إلى الهند بعد أن حصل على إجازة جامعية تتيح له ممارسة المحاماة، ثم أسس غاندي ما عرف في عالم السياسة ب”المقاومة السلمية” أو “فلسفة اللاعنف”، وكرس هذا المبدأ لدعم الثورات ضد المستبدين.
وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالعدو عن طريق الوعي العميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهته، وتتخذ سياسة اللاعنف عدة أساليب لتحقيق أغراضها، مثل الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن، وعدم الخوف من أن تقود هذه الأساليب حتى النهاية إلى الموت، ويشترط لنجاح هذه السياسة تمتع الخصم ببقية من ضمير وحرية تمكنه في النهاية من فتح حوار موضوعي مع الطرف الآخر.
وعلى عكس الواقع السوري الحالي، فلا يتم التفاهم إلا بلغة السلاح والصراع ويتم اتخاذ العنف كأول الحلول، هذا الانجرار إلى الإجرام لم يكن في بداية الحراك السوري، فقد كان سلمية الثورة من أهم شعاراتها في المدن السورية، كما كان العديد من الشخصيات البارزة يؤكد على عدم الانجرار إلى محاولات النظام لحمل السلاح وتحييدهم عن سلمية الثورة.
وفي 18 آذار 2011 سقط أول شهيد نادى بالحرية بشكل سلمي وثم توالت الحوادث من بعدها، كان من أهمها حادثة مقبرة الشهداء في 5 تموز 2014، إذ أنه خلال تشييع أحد شهداء الثورة تمت محاصرة المقبرة من قبل رجال الأمن ليتحول التشييع إلى مظاهرة وتم خلالها استهداف العديد من المتظاهرين بالرصاص الحي ليسقط العديد منهم بين جريح وشهيد على طريق الحرية، لكن لك الشعارات والهتافات كانت مستمرة بين جميع أبناء الثورة السورية.
ورغم سقوط العديد من الشهداء استمرت المظاهرات والاحتجاجات السلمية التي تنادي بسوريةٍ موحدة ودولة مدنية متعددة الطوائف تبنى على الديمقراطية ورفض الدكتاتوريات.