العنف ضد الأطفال، من أسلوب تربية إلى آفة مجتمعية
العنف ضد الأطفال، من أسلوب تربية إلى آفة مجتمعية
سيف المحمد- طفس
وُجد العنف كوسيلة استخدمها الإنسان للسّيطرة على غيره، وما تزال حتى اليوم تستخدم ضد الأطفال بحجة التربية ما يجعلهم من أكثر فئات المجتمع تعرُّضاً للعنف.
من أجل ذلك لقي العنف ضد الطفل اهتماماً واسعاً، فبحثوا في أسبابه وأبعاده وكان من بين مخرجاتهم أن مظاهر العنف تزداد بشكل ملحوظ جراء التربية الأسريّة والتّنشئة الاجتماعيّة غير السويّة التي لاقاها الفرد في سنٍّ مبكّرة، في حين أنّ البيئة الأسريّة الآمنة التي تلبّي الاحتياجات البيولوجيّة والنّفسيّة لأفرادها ينخفض معدّلات العنف فيها.
وقد ساهمت مجموعة من الظّروف في شيوع العنف ضدّ الأطفال منها أسريّة كنشوء الطّفل في أسرة غير مستقرة مثل أن يكون أحد الأبوين أو كلاهما يظنّ أنّ العنف وإجبار الطّفل على فعل بعض التصرفات بالقوة هو جزء من التربية السليمة من أجل أن يكون قادراً على مواجهة المصاعب في المستقبل.
وقد أثبتت التجارب أن تعرُّض أحد الأبوين للعنف أثناء طفولته ينعكس سلباً على تعامله مع أبنائه، فالضّغوطات النفسيّة التي يعاني منها الوالدين من أكثر الأسباب التي تجعل ردّات فعلهم حادّة وقاسية على أطفالهم، كما أن هناك بعض الأسباب المباشرة يجعل ردّات فعل الوالدين غير مسؤولة كشرب الكحول مثلاً.
لكن الأكثر تأثيراً هو عدم سنّ قوانين تُعنى بحماية الطّفل، ما يجعل الأطفال موضعاً لتفريغ الطاقة السلبية للأبوين لاسيما مع انتشار الضغوطات المجتمعية العديدة مثل الفقر والبطالة.
يؤثر العنف على الفرد والمجتمع معاً بشكل سلبي، فقد يصبح الطفل انطوائيّاً يميل إلى العزلة، وقد يصبح ضعيف الشّخصية ليس لديه ثقة بنفسه، كما يؤثر في المجتمع ككل فيصبح أكثر عرضة للانحلال والانحراف حيث انعدام الأخلاق والمبادئ والقيم.
ولنبذ العنف ضد الأطفال لابُدَّ من اتّباع بعض السّلوكيّات التي تحدّ من هذه الظّاهرة، كدعم الأفراد ولاسيما الأطفال الذين يعانون من العنف الأسريّ وتوفير أماكن رعاية صحيّة ونفسيّة، والعمل على نشر التّوعية الاجتماعيّة بين الآباء والأمّهات بمبادئ حماية الطفل، وتأكيد فكرة لا يوجد طفل سيّئ وآخر جيّد فكل طفل مختلف عن الآخر بمهاراته واهتماماته وقدراته.
وقبل ذلك فالأسرة لديها الفاعليّة الأكبر في الحدّ من العنف عن طريق تعزيز السّلوك الجيّد لدى طفلهم بدلاً من معاقبته على السّلوك السيّئ، فعندما يشعر الطّفل بالأمان يصبح بإمكانه التّمييز بين الصواب والخطأ، وإنّه يفعل ذلك باحثاً عن الثّناء والتّقدير دون الحاجة إلى الضّغط وزعزعة أمانه.
5 تعليقات
أكثر من رائع 👌
لا للعنف
معاً لحماية أطفالنا
لاللعنف
تعزيز نظم البيانات القوية والأدلة السليمة لمنع العنف ضد الأطفال والتصدي له