التنمر المدرسي .. حين تكون المدرسة مكاناً لنشر العنف

رجاء فارس- نصيب

“المدارس” بيئة خصبة لظاهرة التنمر، وخاصة مع وجود طلاب من بيئات وعائلات مختلفة، يتشاركون نفس المقاعد والصفوف الدراسية، فقد باتت تهدد سلامة الطلاب النفسية، وبالتالي سلامة سير العملية التعليمية.

و”التنمر” يعني اصطلاحاً تصرّف سيء ومؤذي من فرد أو مجموعة، نحو فرد أو مجموعة أفراد، بهدف الإضرار بهذا الفرد نفسياً أو جسدياً.

يعتبر التنمر محرضٌ لثقافة العنف البشري، ويمكن أن يحدث في أي مكان ومع أيّ فرد، ففي المدرسة مثلاً حين تقع حوادث التنمّر يقف إلى جانب الشخص المتنمر من يشجع المتنمّر ويؤيده، وقد نجد من يقف إلى جانب الضحيّة ويدعمه أيضاً، وهناك من يبقى على الحياد ويكتفي بالمشاهدة دون تدخل بين المتنمّر والضحية.

ولعل من أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة هو انتشار العنف في المجتمع، ولجوء الأطفال إلى ممارسة الألعاب العنيفة سواء إلكترونياً أو مع الآخرين، كما أن وضع الأسرة يلعب دوراً أساسياً، فالمشكلات الأسرية والنشأة في أسرة متفككة ينتج عنها تربية خاطئة وإهمال للأبناء، وقد تكون الغيرة من الضحية لتفوّقه أحد الأسباب أيضاً.

تؤثر الحوادث تلك سلباً على الفرد والمجتمع، فقد تخلّف اضطراباتٍ صحية، فقد يلجأ الضحية إلى العزلة والوحدة بسبب الرفض، وقد تظهر عنده مشكلات نفسية مثل الاكتئاب، قد تصل لحد الانتحار أو عدم المقدرة على التحصيل العلمي.

تقع المسؤولية في مكافحة هذه الظاهرة على عاتق الأهل بالتعاون مع المدرسة، كتوعية الطلاب في المدارس عن التنمر وأشكاله وآثاره، وحثّ الأطفال على السلوكياّت الإيجابية، وتقديم الدعم النفسي للمتضررين والمتضررات والمساعدة بشكل فعال، وتقديم جلسات فردية مع الأطفال المشاركين في التنمر دون لوم إليه أو انتقاد أو تعنيف والمتابعة مع أولياء أمورهم بانتظام، فدور الأهل أساسي في علاج المشكلة.

سرد القصص القصيرة والحكايات تعتبر وسيلة فعالة لتوجيه السلوك وتعديله، وتدريب الأطفال على احترام الذات وحب الآخرين، كما أن ضبط سلوك المعلمين والمعلمات بالمدارس فهو ينعكس على سلوك الأطفال.

أمّا الخطة الوقائية لحماية الطفل من التنمر يتوجب على الأهل والمدرسة دعمه بالحبّ وتقوية شخصيته وثقته بنفسه والاستماع له ولشكواه ومتابعته في المدرسة في حال تعرضه لأي صورة من صور التنمر.