أزمة المياه ظاهرة تزيد من العنف المجتمعي
شام المحمد- درعا البلد
“الخلاف على المياه” إحدى الظواهر التي تقوض السلام في المجتمع المحلي.
فنقص المياه سبب مشاكل كثيرة بين الجيران حتى وصل الخلاف لأفراد الأسرة أنفسهم، وأدى إلى البعد والقطيعة والتجافي، قد يبدو الأمر بسيطاً لكن كم من جارٍ قاطع جاره، وأخٍ اعتدى على أخيه بسبب هذه المشكلة؟
هذه المشكلة ليست متكررة فحسب بل شبه يومية، فالماء ضرورة من ضرورات الحياة وهو أساسي في حياة الانسان، والصراع عليها مستمر بسبب ظروف الحرب التي أدت إلى تخريب الكثير من المنشآت، والبنى التحتية في البلد، وانقطاع الكهرباء المستمر كان له الدور الأكبر في التأثير على كمية المياه الواردة للبيوت.
بات كلٌّ فردٍ يؤمن حاجته بطريقةٍ ما، دون أن يكون العمل جماعياً رغم أنها حاجة متساوية للجميع، ففي الحديث النبوي: (الناس شركاء في ثلاث الماء والنار والكلأ)، لكن اليوم أصبح كل فرد يوفر المياه حسب إمكانياته المادية، هنا وقع الفقير والضعيف ضحية هذه المعادلة.
و في أحد أحياء مدينة درعا، حدثت مشكلة بين عائلتين أدت إلى إراقة الدماء، وكان السبب هو الخلاف على المياه حيث كان الطرف الأول يضع مضخة كبيرة لاستجرار المياه على رأس الخط بينما الطرف الآخر ينتظر وصول المياه إليه في آخر الحي في الوقت المخصص لها، وانتهت المدة، ولم يحصل على نقطة مياه شرب واحدة مما أثار غضبه واستنكاره ذهب للطرف الأول ليتحقق من الأمر فاستقبله الآخر بعنجهية، وأظهر له بأن مصلحته الأولى، ولا يهمه مصلحة الآخرين مما أدى لنشوب شجار بينهما تطور لاستخدام السلاح وإراقة الدماء وإزهاق أرواح بريئة، مما استدعى لتدخل وجهاء ولجان الحي لحل الخلاف، ووضعوا مراقب للخط لضمان التوزيع العادل على كافة منازل الحي في الوقت المحدد له.
فهل كان سبب المشكلة هو الخلاف على المياه؟ أم عدم الوعي بحقوقنا وواجباتنا، وأن هناك أمور من حق للجميع الاستفادة منها وليست قاصرة على من يستطيع حوزتها بالقوة وإنكارها على الآخرين.
الوضع الحالي يتطلب الكثير من الجهد والوقت لتأمين الحاجات الأساسية للأفراد في ظل هذه الظروف الصعبة، لكن اتباع ثقافة الحوار يقلل من النزاع والعنف، مثل التواصل الفعّال بين أفراد الحي أو البناء إضافة إلى تفعيل دور لجان الحي ولجنة البناء المنتخبة من قبل الجميع لإيجاد حلول مناسبة، وتقسيم المياه على الحي بشكل متساوٍ، ومنع الهدر، ويمكن أن يكون وضع خزان كبير يتم تعبئته والضخ منه للجميع.
لكن هذا لا يتمّ إلا إذا كان هناك ثقافة الحوار في المجتمع والعلاقات مبنية على أساس التعاون، والتفاوض بدلاً من الصراع، لأن تحويل الخلاف من مرحلة الصراع إلى مرحلة التعاون يجعل أطراف المشكلة (رابح _ رابح)، فتنشأ المحبة والاحترام بينهم، وتكون الأطراف جميعها راضية.
فهل سنصل يوماً لثقافة الحوار، ونجد حلولاً لمشاكلنا بعيداً عن أسلوب العنف؟
8 تعليقات
موضوع هام جدا شكرا على المشاركة
موضوع هام جدا على عاتق الفرد
المياه في الجنوب السوري
المياه أساس الحياة الجميع بحاجتها بطرق متساوية سلمية
الموضوع مهم
المياة أساس كل شيً حي والحفاظ عليها أمراً هام والمفروض الاعتماد على حلول لترشيد استخدام الماء
الماء اساس الحياة ويجب علينا مشاركته مع الجميع بالتساوي
الماء هو أساس الحياة لاحياة دون ماء لذلك وجب علينا المحافظة على الماء وعدم هدرها ليصل لكافة أفراد المنطقة