أثر الفراشة وحبل اللاعنف السري
أثر الفراشة وحبل اللاعنف السري
محمد العمر- طفس
وجد العنف منذ أن وجد الإنسان، وما يزال يتجلى في حياتنا اليومية في صور متعددة، وقد يكون اللا عنف هو الإجماع الوحيد الذي لم جمع الأديان كلّها وجميع الحركات التبشيرية والمدنية والسماوية.
فإن كنا دعاة اللاعنف فعلينا أن نفهم البيئة المجتمعية التي يجب أن نستهدفها، ونجفف منابعه الرئيسية للحد منه، وهذا الأمر يقودنا إلى العمود الأساسي في التربية وهي المرأة “التي إن هزت المهد بيمينها تهز العالم بشمالها”، والتي نراها في أبنية الإغريق والرومان تتمثل في أعمدة الأبنية العملاقة التي لو كسرت لأنهار البناء على من فيه، فالأم والمربية هكذا كان دورها في الحضارات المختلفة.
مع ذلك ما نزال نراها اليوم في كثير من المجتمعات مهانة مغتصّبة الإرادة ومعنفة، كبيرة كانت أم صغيرة متزوجة أو عازبة، في السلم أو الحروب، تعمل بكل ما أوتيت من قوة تبقت لديها بتربية الأطفال وتنشئتهم، لكن كيف سيقوم هذا الأمر وقد تجاوز الكثيرين حقوقها من آباء وإخوة إلى الحد المبالغ فيه ليصل إلى العنف الجسدي واللّفظي، فعندما تتطور بهن الحال ويتأهلن للزواج يكنّ بأمس الحاجّة للرعايّة نفسيّة قبل أن يلدن أطفالاً، فالمرأة التي تتعرض للتعنيف قد يصبح العنف لديها متواتراً لأبناها لأنها أصبحت مشبعة بالعنف فينعكس على أبنائها بالعصبية وعدم القابلية للنقاش والتحاور.
إن هذه المنازل التي تُعنف الأم فيها وتُهان قد تصل في كثير من الأحيان إلى حدّ الضرب المهلك كالكسر والخلع أو القتل أحياناً قد تنفجر بأي لحظة وتطفوا على شكل جرائم نشاهدها اليوم بكثرة، ولو عدنا لأساس مشكلات تلك الأمور لوجدنا أن الأمر التي عنفت الأم بسببها تحتاج لحوار بسيط ووعي كبير واحترام لتلك الإنسانة التي تم تعنيفها.
يقال إن قرأ رجل ما كتاباً سيصبح مثقفاً، أما إذا قرأت امرأة كتاباً يصبح جميع أفراد أسرتها مثقفين، لذلك نجد اللاعنف يجب أن يبدأ بتجسده في حياةِ أشجارنا التي تثمر لنا والتي إن أهملناها أنتجت لنا مجتمعاً يعيش أفراده مشكلات شخصية ونفسية واجتماعية، فهذه الثمار هي الجيل الصاعد التي تنتجه الأمهات.
أصبح لزاماً علينا أن نقف كتفاً بكتف بكل ما أوتينا من قوانين وأعراف لحماية خط الإنتاج هذا، وإعادة هيكلة نظرتنا له، لكي نجفف منابع العنف، وإلا فسيكون علينا تحمل نتيجة إهمالنا لتلك الحالة التي تتفاقم شيئاً فشيئاً، علينا تنظيم الحملات الإعلامية للتوعية بأهميّة الحد من العنف القائم على النساء ومعالجة مصادره، فإن سلمت المرأة سلم معها المجتمع بأكمله والجيل الذي تنشئه تربيه، فالمجتمع يمرض بمرضها وينهار بانهيارها.
6 تعليقات
كلام جميل . ونحن بحاجه الى مثل هذه المقالات القريبه من واقعنا و التي يمكن ان تغير هذا الواقع نحو الافضل
بالتوفيق وبارك الله بكم
كلام جميل لكن التطبيق يكاد يكون معدوم
المرأة هيا بناء يعمل على بناء المجتمعات كانت صالحة او غير ذال المرأة حمايتها تكون بفهم مكانتها ان كانت على المستوى الديني او الأخلاقي إن الدين الأسلامي أعاد للمرأة حقوق كثيرة وجعلها سيدة في مجتمعها لاكن الفهم الخاطئ لكثير من مقتضيات الشرع اودتنا الى مفاهيم خاطئه . التوعية واجب مطلوب في أيامنا هذه بسبب انتشار الجهل والفقر والحروب فأن كثرت الحروب تغيب كثير من أخلاق ومبادئ المجتمعات
كلام جميل
كلام جميل وعبر وواقعي نحن نفتقد فعلياا لمثل هذه المقالا
كلام جميل ومعبر وواقعي نحن نفتقد فعلياا لمثل هذه المقالات